الدول Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© العربية ÙˆØªØØ¯ÙŠØ§Øª انهيار أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ·
سوا Ùلسطين - وكالات - لم يأت مستوى أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ· ÙÙŠ النص٠الثاني من عام 2015 ØØ³Ø¨Ù…ا توقعته بعض قيادات الدول العربية Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ©ØŒ والتي راهنت على بدء ØªØØ³Ù† الأسعار ÙÙŠ هذا التوقيت.
وعلى ما يبدو ÙØ¥Ù† هذه التوقعات أتت ÙÙŠ ضوء Ù…Ø³Ø Ø£Ø¬Ø±ØªÙ‡ منظمة "الأسكوا" للأداء الاقتصادي لدول المنطقة لعام 2014/2015ØŒ ØÙŠØ« توقع Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø£Ù† تكون أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ· خلال العام الجاري، ما بين 40.6 دولارا للبرميل ÙƒØØ¯ أدنى، Ùˆ70.3 دولارا ÙƒØØ¯ أقصى.
ووÙÙ‚ النشرة الشهرية لمنظمة "الأوبك" عن الشهر الجاري، ÙØ¥Ù† متوسط سعر البرميل من Ø§Ù„Ù†ÙØ· العربي بلغ 60.2 دولارا، مطلع يناير/كانون ثاني الماضي، وهبط إلى 54.1 دولارا ÙÙŠ يوليو/تموز الماضي، لكن متوسط الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية بلغ 40 دولار للبرميل.
وهناك توقعات بأن تهبط الأسعار لما دون الـ 40 دولار للبرميل، وخاصة ÙÙŠ ظل الظرو٠الاقتصادية العالمية غير المواتية، وبعد دخول الصين ÙÙŠ بداية موجة من مشكلات بطء النمو.
ولا زالت أسواق Ø§Ù„Ù†ÙØ· تعاني من تخمة ÙÙŠ المعروض، تؤدي إلى استبعاد الأمل ÙÙŠ ØªØØ³Ù† أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ· ÙÙŠ الأجلين القصير والمتوسط، ويضا٠للعوامل الدولية، العوامل الإقليمية ÙˆØ§Ù„Ù‚ÙØ·Ø±ÙŠØ© التي تعيشها الدول العربية Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ©ØŒ والتي تجعلها مضطرة لاستمرار الإنتاج عند معدلاته Ø§Ù„Ù…Ø±ØªÙØ¹Ø©ØŒ بسبب اعتماد الإيرادات العامة بهذه الدول على الموارد Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© بشكل كبير.
هذا الواقع من الأسعار المتدنية وغير المتوقعة بالسوق الدولية قد ÙŠÙØ±Ø¶ على الإدارة الاقتصادية بالدول العربية Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© مجموعة من Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ§ØªØŒ وهو ما جعل عبدالخالق عبدالله، المستشار السياسي لولي عهد إمارة أبوظبي، Ù…ØÙ…د بن زايد آل نهيان، يعلق بقوله: "توقعات بالمزيد من تراجع سعر برميل Ø§Ù„Ù†ÙØ· الخام، وربما سيصل 35 دولارا مع نهاية 2015ØŒ بعد أن كان سعر البرميل 105 دولارا صي٠2014ØŒ سبع سنوات عجا٠قادمة".
وبلا شك أن السنوات العجا٠التي ستستقبلها الدول العربية Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ©ØŒ سو٠تجعلها تغير من سياساتها الاقتصادية، الخاصة بمعدلات النمو، والتشغيل، واستمرار برامج الدعم، والتشغيل الØÙƒÙˆÙ…ÙŠØŒ والعمل على زيادة هامش مساهمة القطاع الخاص، ÙˆÙيما يلي نتناول ما يمكن أن ØªÙØ±Ø¶Ù‡ الأزمة من ØªØØ¯ÙŠØ§Øª على تلك الدول.
معدلات النمو
تراجع معدلات النمو، لأية دولة ليس مجرد رقم، ولكنه يترتب عليه تداعيات اقتصادية سلبية، منها Ø§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ قدرة الاقتصاد على توليد ÙØ±Øµ عمل جديدة، وكذلك تراجع الإيرادات الØÙƒÙˆÙ…ية، ÙˆØ§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ الصادرات، وغيرها.
ÙˆØØ³Ø¨ تقديرات صندوق النقد العربي ÙÙŠ تقريره "Ø¢ÙØ§Ù‚ الاقتصاد العربي"ØŒ الصادر ÙÙŠ أبريل/نيسان الماضي، ÙØ¥Ù† معدلات نمو الناتج المØÙ„ÙŠ الإجمالي للدول العربية Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© ككل ستتراجع ÙÙŠ عام 2015 لتصل 2.9%ØŒ مقارنة بـ 3.7% ÙÙŠ 2014.
وعلى الصعيد Ø§Ù„Ù‚ÙØ·Ø±ÙŠØŒ Ùقد توقع صندوق النقد الدولي تراجع الناتج السعودي إلى 2.8% ÙÙŠ 2015ØŒ Ùˆ2.4% ÙÙŠ 2016ØŒ مقارنة بـ 3.5% ÙÙŠ 2014ØŒ كما أن الجزائر يتوقع لها أن ÙŠÙ†Ø®ÙØ¶ معدل النمو Ùيها لنØÙˆ 3% خلال العام الجاري، ÙˆÙÙŠ الإمارات ÙŠÙØªÙˆÙ‚ع أن ÙŠØÙ‚Ù‚ معدل للنمو ÙÙŠ القطاع غير Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠ 3.4% ÙÙŠ 2015ØŒ بعد أن كان 4.8% العام الماضي.
وبشكل عام، ÙØ¥Ù† تراجع معدلات النمو ÙÙŠ الدول Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© الخليجية سو٠يؤثر بشكل كبير على قطاع العقارات، الذي يقود النمو بشكل ملØÙˆØ¸ØŒ بعد Ø§Ù„Ù†ÙØ·ØŒ وبالتالي ستتأثر الوظائ٠المرتبطة بقطاع العقارات خلال Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© المقبلة، وهو ما سيؤثر سلبيًا على البلدان المصدرة للعمالة لدول الخليج، سواء من المنطقة العربية، أو البلدان الآسيوية.
زيادة Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚
تتجه السياسات الاقتصادية بالدول Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© باتباع سياسة السير عكس الأزمة، بمعنى أنه ÙÙŠ ظل Ø§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ معدلات النمو، تأخذ الØÙƒÙˆÙ…ات Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© آليات من شأنها زيادة Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ العام، لعدم الوقوع ÙÙŠ شرك الركود، ÙˆØØªÙ‰ ØªØØ§Ùظ تلك الاقتصاديات على مستوى مقبول من النشاط الاقتصادي.
ولكن هذه السياسة سو٠يكون ثمنها مجموعة من التأثيرات السلبية، على رأسها Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ عجز الموازنة، ØÙŠØ« تشير التقديرات بلوغه 19.5% ÙÙŠ السعودية، Ùˆ21.6% ÙÙŠ الجزائر، Ùˆ9% ÙÙŠ العراق، Ùˆ30% ÙÙŠ ليبيا، Ùˆ10% ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ†.
وثمة Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø© مهمة ÙÙŠ هذا الشأن، وهي أن بعض الدول الخليجية بدأت ÙÙŠ تنÙيذ توصيات صندوق النقد الدولي، وعلى رأسها الإمارات Ø¨ØªØØ±ÙŠØ± سعر الطاقة مطلع أغسطس/آب Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠØŒ ÙˆÙŠÙØªÙˆÙ‚ع أن تتخذ السعودية خطوات مماثلة لترشيد Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ العام، وإن أهملت دعم الطاقة ØØ§Ù„يًا، ولكن قد يمتد الأمر إلى معدلات التوظي٠بالقطاع الØÙƒÙˆÙ…ÙŠØŒ وترشيد ÙØ§ØªÙˆØ±Ø© الأجور بهذا القطاع.
ولكن سياسة زيادة Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ العام بالدول العربية Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ©ØŒ قد لا تتمكن منها دول Ù†ÙØ·ÙŠØ© عربية على المدى المتوسط، إذا ما استمرت أزمة انهيار أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ·ØŒ نظرًا لاتجاه هذه البلدان بلا استثناء Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø³ØØ¨ من Ø§ØØªÙŠØ§Ø·ÙŠØ§Øª النقد الأجنبي، أو إصدار سندات دين Ù…ØÙ„ية لتمويل عجز الموازنة، وهو ما يؤكد عمق الأزمة التمويلية لهذه البلدان، على الرغم من Ø§Ù„ÙˆÙØ±Ø© Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© التي تØÙ‚قت على مدار Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© من 2003 – 2014.
وسو٠تجد الدول Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© العربية Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ مضطرة لتنÙيذ توجهات صندوق النقد الدولي، والتي تركز بشكل كبير على هيكل الموازنة، وبشكل عام تركز أجندة صندوق النقد ÙÙŠ تقاريرها عن تلك البلدان، على أهمية إلغاء دعم الطاقة، وإعادة النظر ÙÙŠ التوظي٠الØÙƒÙˆÙ…ÙŠØŒ وإعطاء ÙØ±ØµØ© أكبر للقطاع الخاص ÙÙŠ النشاط الاقتصادي، وتنشيط سوق السندات الØÙƒÙˆÙ…ية لتمويل عجز الموازنة، والØÙاظ على رصيد Ø§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø·ÙŠØ§Øª الأجنبية.
ولكن هذه Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª التي يطرØÙ‡Ø§ الصندوق، لا تتواكب والظرو٠السياسية والاجتماعية التي تعيشها الدول Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© العربية، سواء تلك التي تعاني من مواجهات Ù…Ø³Ù„ØØ© كما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙÙŠ العراق وليبيا، أو التي تخوض ØØ±ÙˆØ¨Ù‹Ø§ ÙÙŠ اليمن، وهي السعودية وباقي دول الخليج (ما عدا سلطنة عمان).
الدور الإقليمي
ساعدت الملاءة المالية Ø§Ù„Ù…Ø±ØªÙØ¹Ø© للدول Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© العربية، وبخاصة دول الخليج، على ممارسة دور إقليمي ملØÙˆØ¸ خلال السنوات الخمس الماضية، ØÙŠØ« استطاعت تغيير Ø¯Ø§ÙØ¹Ø© ثورات الربيع العربي، عبر آلية ÙˆØ§Ø¶ØØ© للتمويل، منعًا وعطاءًا، مما ساعد على تراجع تلك الثورات.
وثمة مواجهة أخرى تخوضها دول خليجية الآن ضد الموق٠الإيراني ÙÙŠ اليمن، وإذا ما استمرت أزمة انهيار أسعار Ø§Ù„Ù†ÙØ·ØŒ ÙØ³ÙˆÙ يؤثر ذلك بلا شك على آلية التمويل التي تميزت بها دول الخليج Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© خلال Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الماضية، سواء بتراجع الدعم المالي لمصر وتونس على سبيل المثال، أو تراجع تمويل المعارضة Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ØØ© ÙÙŠ كل من اليمن وسوريا وليبيا.
كما يتوقع أن يتراجع Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ على Ø§Ù„ØªØ³Ù„ÙŠØ Ù…Ù† قبل دول الخليج Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ©ØŒ والتي تمثل رقمًا مهمًا ÙÙŠ ØØ¬Ù… Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ منطقة الشرق الأوسط على هذا القطاع، ØÙŠØ« أتت السعودية ÙÙŠ المرتبة الرابعة من بين دول العالم ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ على Ø§Ù„ØªØ³Ù„ÙŠØØŒ والإمارات ÙÙŠ الترتيب الـ 19 على مستوى العالم، Ø¨ØØ³Ø¨ تقرير صادر عن معهد استوكهولم Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« السلام الدولى (سيبرى).
ويمثل Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ السعودية والإمارات نسبة 58% من ØØ¬Ù… Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ منطقة الشرق الأوسط على Ø§Ù„ØªØ³Ù„ÙŠØ ÙÙŠ عام 2014ØŒ البالغ 150 مليار دولار.
ويمكن القول بأن الإدارة الاقتصادية بالدول Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© العربية، يغلب عليها الطابع السياسي، ولا يتوقع أن تتخذ قرارًا لتخÙيض إنتاجها من Ø§Ù„Ù†ÙØ· ÙÙŠ ظل انهيار الأسعار، أو إعادة النظر ÙÙŠ المواجهة العسكرية مع الموق٠الإيراني ÙÙŠ كل من اليمن وسوريا والعراق.