صوت Ùيروز الذي ÙŠØØ±Ø³Ù†Ø§
سوا Ùلسطين - : يجلس٠الرجل ذو اللØÙŠØ© الخÙÙŠÙØ© ÙÙŠ الكرسيّ الأمامي من السيّارة، ÙÙŠ الطريق للجامعة، يطلب٠من السائق أن ÙŠØ·ÙØ¦ الصوت الذي يخرج من المذياع، يبدو على الرجل أنه متديّن. صوت Ùيروز يخرج من أجهزة الصوت ÙÙŠ جوانب السيّارة، تردد "لمّا عالباب يا ØØ¨ÙŠØ¨ÙŠ Ù…Ù†ØªÙˆØ¯Ù‘Ø¹.."ØŒ ÙŠØ±ÙØ¶ السائق، ويقول بكلّ بساطة "هاي Ùيروز.. ما بطÙيها! .. إذا بدك انزل"ØŒ تتوق٠السيارة، ينزل الرجل ÙÙŠ الكرسي الأمامي، ÙÙŠ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التي تبدأ السيّدة Ùيها بغناء "راجعين يا هوى.."ØŒ ونبقى ÙˆØØ¯Ù†Ø§ ÙŠØØ±Ùسنا صوت Ùيروز ÙÙŠ الدقائق القليلة التي ستصنع لنا يومًا جميلًا، لأن بدايته كانت بها، ومن أجلها.
أنا، لا أعرÙ٠كلّ أغاني Ùيروز، لا Ø£ØÙظها جميعها، Ø±ÙØ¨Ù…ا ÙŠÙØ³Ù…عني Ø£ØØ¯Ù‡Ù… أغنية ما للسيّدة وأكون لا أعرÙها. هذه العادة لترك Ù…Ø³Ø§ÙØ© Ù„Ù„Ù…ØµØ§Ø¯ÙØ©ØŒ للدهشة، دهشة الاكتشا٠الجديد، Ø£ØØ§ÙˆÙ„ أن Ø£ÙØ¨Ù‚ÙŠ مخزونًا كبيرًا كي أكتشÙÙ‡ Ùيما بعد من أغانيها. ÙØ£Ù†Ø§ أعر٠المئات منها، لكن لا أظن أني أعر٠تلك الآلا٠كلّها. سأتقدم ÙˆØ£Ø¨ØØ« عن أغنية جديدة كلّ أسبوع، أو كلّ يوم، أتذوّق متعة الاكتشا٠الجديد لكلمات ÙŠÙØºÙ†ÙŠÙ‡Ø§ هذا الصوت الإلهي الوØÙŠØ¯ الباقي بيننا، أتلذذ به٠كصلاة، صوتها Ù†ÙØ³ÙƒÙŒ خاصّ، تقرب آخر إلى الله.
مرّة Ø§ÙƒØªØ´ÙØª Ùيروز. هكذا بكلّ بساطة، كنت٠داخلًا بيت أختي ظهر يوم الجÙمعة، كنت آنذاك Ø·Ùلًا صغيرًا ØØ¯ÙŠØ« العهد بالأغاني، تصدØÙ السيّدة ÙÙŠ أرجاء المنزل "سلّملي عليه.. بوسلي عينيه". Ø³ØØ±ØªÙ†ÙŠØŒ لم أكن أعلم ما Ø£ÙØ¹Ù„ بهذا الصوت الذي صادÙني كما لو أنه هدية من السماء، عدت٠للمنزل ÙˆØ¨ØØ«Øª عنها ÙÙŠ الانترنت، Ø£ØµØ¨ØØª الأغنية منذ٠ذاك اليوم الشيء الأمثَل الذي أبدأ به صباØÙŠ.
Ø¹Ø±ÙØªÙ Ùيروز من Ù…ØµØ§Ø¯ÙØ© صغيرة، ربما لم تكن ØªØØ¯Ø«ØŒ لم أكن من أولئك الناس الذين عرÙوها ÙÙŠ صغرهم عندما كانت جداتهم تسمعنها كلّ ØµØ¨Ø§ØØŒ شعرت أني خسرت٠الكثير ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ØŒ أربعة عشر عامًا بدون هذا الصوت، كأني وجدت٠هواءً جديدًا. هكذا كانت Ùيروز بالنسبة لمراهق صغير لم يعر٠ÙÙŠ Ù…ØÙŠØ·Ù‡ سوى الأغاني التاÙهة التي ØªÙØ¨Ø«Ù‘ ÙÙŠ الأعراس. Ø£ØØ¨Ù‘ Ùيروز، لا أعلم لماذا، سيقول Ø£ØØ¯Ù‡Ù… "لأنّ صوتها ØÙلو"ØŒ لكن لا، ليس لذلك، ÙØ£Ù… كلثوم صوتها جميل، وكاظم الساهر أيضًا، وأغلب أولئك الذين يغنّون يمتلكون أصواتًا جميلة. Ø£ØØ¨Ù‘ها، لشيء٠لا أعلمه، Ø±ÙØ¨Ù…ا لن أعلمه، وأظن أنّ هذه ستكون مهمة الأجيال التي ستأتي بعد آلا٠السنين، على علماؤهم اكتشا٠هذه الظاهرة الإنسانيّة. أظن أنّ.. -لا أظن، بل أنا متأكد- Ùيروز ظاهرة إنسانية ÙØ±ÙŠØ¯Ø©ØŒ Ù†ØÙ†Ù المختارون من الإله لنعيش عهدها الطويل ونهتدي إلى صوتها.
سألني Ø£ØØ¯Ù‡Ù… قبل أسبوعين "ما هي أجمل أغنية Ù„Ùيروز؟"ØŒ لم أمتلك الإجابة التي ÙŠÙØ±ÙŠØ¯Ù‡Ø§ØŒ هذا السؤال لا يجوز ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© Ùيروز، بإمكانك أن تسأله وتضع بدلًا من اسمها أي مطرب آخر، لكن ÙÙŠ ØØ§Ù„تها السؤال يخرج من دائرة المنطق. على العالم أن يتوقّ٠عن هذا السؤال، أن يمنعه بأسرع وقت، لأن مثل هذه الأسئلة لا تجلب لنا إلّا المزيد من الخسارات، خسارة أن نضيّع الوقت ÙÙŠ السؤال الذي لن نجد له جوابًا، ونØÙ† نقلّب أغنيات Ùيروز ÙˆØ§ØØ¯Ø© تلو الأخرى.
دائمًا ما يقول أخي وهو الملتزم دينيًا، أنه لا ÙŠÙØØ¨ الأغاني، أو ÙŠØØ±Ù‘مها. أمرّ ÙÙŠ بعض Ø§Ù„ØµØ¨Ø§ØØ§Øª مكان عمله لأجد صوت السيّدة ÙŠØµØ¯Ø "يا زهرة المدائن.."ØŒ Ø±ÙØ¨Ù…ا يسمعها لأنّ الأغنية ذات طابع وطني. لكن ما ÙŠÙهم ÙÙŠ الأمر أن صوتها أخذه، وهو ÙŠØ±ÙØ¶ الÙكرة ككلّ. السرّ يمكن ÙÙŠ Ù…ÙØ¹ÙˆÙ„ هذا الصوت Ø§Ù„Ø³ØØ±ÙŠØŒ صوتها. يبدو لي أنّ Ùيروز ØØ§Ù„Ø© خاصّة، كما قلت "ظاهرة ÙØ±ÙŠØ¯Ø©". كي٠اجتمع كلّ هؤلاء الناس على صوتها، Ùيما اختلÙوا بملايين الأشياء. ÙØ±Ù‘قتهم معتقداتهم وآرائهم السياسيّة، جنسيّاتهم، Ù„ÙØºØ§ØªÙ‡Ù…ØŒ ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡Ù…ØŒ لكنهم اجتمعوا ولمرّة ÙˆØ§ØØ¯Ø© على Ø´ÙŠØ¡Ù ÙˆØ§ØØ¯ "صوت Ùيروز".
Ùيروز هي التعبير الوØÙŠØ¯ عن ØØ§Ù„تنا على الدوام. أنا أستمع Ùيروز ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§ØØŒ المساء، منتص٠الليل، عند Ø§Ù„ÙØ¬Ø±ØŒ ÙÙŠ الØÙزن تليق Ùيروز، ÙÙŠ الوجع، ÙˆÙÙŠ ØØ§Ù„ات Ø§Ù„ÙØ±ØØŒ تبدو Ùيروز هي الوØÙŠØ¯Ø© القادرة على لعب كاÙّة الأدوار، أو -إتقانها-ØŒ كي٠يمكن لإنسان ما أن يتقن هذه الØÙŠØ§Ø© بكلّ ØØ§Ù„تها. ولماذا يستمع الناس لها ÙÙŠ كلّ ØØ§Ù„اتهم، لأنها الوØÙŠØ¯Ø© القادرة على الشعور بهم، سواء بكلمات أغانيها، أو نبرتها، صوتها، أدائها Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯.
وأنا أكتب، أستمع Ù„Ùيروز، الجميع ÙŠØªØØ¯Ø« عن -الثمانين- عامًا من الجمال التي بلغتها. أسأل Ù†ÙØ³ÙŠØŒ كي٠لشخص مثلي أن يقدر على كتابة مثل هذه الظاهرة. أتوق٠عن الكتابة، كما Ø³ÙŠÙØ¹Ù„ أيّ شخص يقرأ ويملّ، ثم أذهب للاستماع لها، لأن التعبير الوØÙŠØ¯ عن Ùيروز، هو صوت Ùيروز ÙˆØØ¯Ù‡.