"بيروت يا بيروت"
بقلم: نجوى بركات
ØµØ±ØªÙØŒ كلما ذهبت إلى مكان٠ÙÙŠ زيارة، أشعر بشيء من الأسى، بكثير٠من الشجن. العواصم الغربية تقهرني قليلاً، لكن، ليس بمثل ما تقهرني المدن المتوسطية التي تبثّ Ùيّ الغيرَة لأن Ùيها شيئاً من ضوء بيروت، شواطئها وسمائها، إنما دون كل البقية.
ÙÙŠ مرسيليا، ØÙŠØ« شاركت ما بين 6 Ùˆ8 مايو/ أيار، إلى جانب كتّاب لبنانيين (ØØ³Ù† داود، شري٠مجدلاني، ÙØ§Ø¯ÙŠ Ø§Ù„Ø·Ùيلي) ÙˆÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙŠÙ† كتبوا من بين ما كتبوا عن لبنان وعاصمته (Ø£ÙˆÙ„ÙŠÙØ± روهي الذي عاش ÙÙŠ لبنان ØØªÙ‰ سن السابعة عشر، وله كتب من بينها "عيب ÙÙŠ المنشأ"ØŒ وبيار بارلان الذي أل٠كتاب "كرنتينا" إثر إقامة أدبية ÙÙŠ بيروت)ØŒ ÙÙŠ تظاهرة "بيروت يا بيروت" التي نظمها Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« والكاتب Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ ØªÙŠÙŠØ±ÙŠ ÙØ§Ø¨Ø±ØŒ المسؤول عن قسم التنمية الثقاÙية والعلاقات الدولية ÙÙŠ "متØÙ ØØ¶Ø§Ø±Ø§Øª أوروبا ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ± الأبيض المتوسط" MuCemØŒ بالتعاون مع جهات٠ثقاÙية عدة، منها "البيت الدولي للكتّاب" الذي أسسه ويديره الكاتب شري٠مجدلاني. ÙÙŠ مرسيليا، شعرت أننا إنما اجتمعنا لتأبين مدينة٠لم تعد، وأن ما جمعنا هو هذا Ø§Ù„ØØ¨ØŒ أو تلك العلاقة الاستثنائية بالمكان، ورغبتنا جميعا ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عمّا كان لنا معه، ÙˆÙيه، من Ø¬Ù…ÙŠÙ„Ù ÙˆÙ‚Ø¨ÙŠØØŒ كمن يروي ذكرياته عن قريب له٠استثنائي، لم تكن العلاقة Ùيه دائماً مستوية، وإن اتسمت بشدّة وقوة.
وإذ ØÙƒÙ‰ ÙØ§Ø¯ÙŠ Ø§Ù„Ø·Ùيلي عن بوابات بيروت السبع التي Ø£Ø¶ÙŠÙØª إليها لاØÙ‚اً بوابةٌ ثامنةٌ، ØÙŠÙ† كثر Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯ÙˆÙ† إلى المدينة، وعن الوجود الذي ما زال قائماً لذلك السور ولتلك Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø©ØŒ إثر اختلاطها بالبناء Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ كنا نرى السور والبوابات، وإن لم تعد، كأننا نرى ÙÙŠ المكان Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¯Ø« ظلـَّه القديم، من خلال النظر ÙÙŠ مجهر جيناته المكوّنة وخلاياه الخÙية.
وإذ ØÙƒÙ‰ ØØ³Ù† داود عن علاقته السردية بالأمكنة، واعتنائه Ø¨ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها وتØÙˆÙ„اتها، وأمور ساكنيها ÙÙŠ كونها ØØ§Ø¶Ù†Ø© لهم، ØØ¶Ø±Øª Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙÙŠ ما كانت تنتجه من خوÙ٠لدى الكاتب، وخو٠لدى الآخرين، إذ ما الذي هو أهمّ وأكثر استدعاءً لاهتمام روائيّ ممّا ØªÙØ¹Ù„Ù‡ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بالناس، وبما يعدو كل قراءة سياسية.
وإذ روى شري٠مجدلاني ولعه بالعائلة مادة روائية، ØÙƒÙ‰ عن عائلات رواياته التي يتناولها ÙÙŠ مسارها العام، منذ وجودها ÙÙŠ الذروة، مروراً Ø¨Ù„ØØ¸Ø§Øª تأزمها، وانتهاء بأÙولها، أو بأÙول زمنها، هو الذي لطالما رأى ÙÙŠ لبنان تاريخ عائلات، ÙˆÙÙŠ تاريخ العائلات تاريخ لبنان.
وإذ ÙˆÙ‚ÙØª الممثلة والكاتبة، دارينا الجندي، ÙˆÙ‚ÙØªÙ‡Ø§ التراجيدية، لتقرأ مقاطع مختارة من رواياتنا، كل بدوره، بصوتها الموسوم بأØÙ…ال مدينتها وقلق أيامها العليلة، Ù„Ø§ØØª بيروت مضيئة/ Ù…Ø·ÙØ£Ø©ØŒ مديدة/ مغلقة، Ùيما انبسط المتوسط، من ورائنا، جليلاً، تعبره السÙÙ† من ØÙŠÙ† إلى آخر، والناس يجلسون مستمعين ساعات، دونما تململ أو تأÙÙ‘ÙØŒ لا يهيبهم وجودÙهم ÙÙŠ الهواء الطلق، أو ÙÙŠ ØØ±Ù‚Ø© الشمس.
أما أنا، Ùقد كان السؤال عن بيروت، ÙÙŠ ما مضى، يثير Ùيّ ÙØ±ØØ§Ù‹ وشعوراً بشيء من Ø§Ù„ÙØ®Ø±ØŒ ØÙŠÙ† كنت أرى ÙÙŠ عيون سائلي الصورَ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ التي كانت ÙÙŠ رأسي، أي بيروت ØØ§Ø¶Ø±Ø©Ù‹ ثقاÙية، وبيروت ÙØ¶Ø§Ø¡Ù‹ Ù„Ù„ØØ±ÙŠØ©ØŒ وبيروت رئةً للعالم العربيّ ومثقÙيه، وبيروت المقهى، وبيروت Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø£Ø¬Ø§Ù†Ø¨ØŒ وبيروت سويسرا الشرق، وبيروت ÙÙŠ كل وجوهها Ø¨ØØ³Ø¨ هوى زائرها واهتماماته.
أما اليوم، ÙØ£ÙƒØ§Ø¯ أسأل Ù†ÙØ³ÙŠ: ما الذي ØªÙØ±Ø§Ù‡ ذكّر منظمي التظاهرة بنا، وقد تقدّمت خشبة Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø Ù…Ø¯Ù†ÙŒ أخرى تÙوق بيروت تدميراً ووجعاً وموتاً؟ وأكاد أموت خجلا ØÙŠÙ† Ø§ÙØ³Ø£Ù„ عن Ø£ØÙˆØ§Ù„ بيروت، Ùلا أستطيع الصمت، ولا أستطيع، إن أجبت، إلا قول الØÙ‚يقة، ÙˆØÙ‚يقة بيروت اليوم Ù…Ø®ÙŠÙØ©ØŒ إذ كي٠يمكن Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ø¨Ø« Ù…Ø¹Ø·ÙˆÙØ§Ù‹ على الإÙلاس والتØÙ„ّل وجنون Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ جميع مستوياته.
عشنا ÙÙŠ مرسيليا ØØ³Ø±Ø© بيروت، ÙˆÙØ±ØÙ†Ø§ بالمدينة المتوسطية الجميلة التي ذكّرتنا بما كانت عليه مدينتÙنا، ذات ØÙ„م٠بعيد.