"ماهر" رأى النور ويخضع للعلاج بعد 25 عاما من الاحتجاز بحظيرة .

سوا نت - "يي هاي البلد متغيرة" .. الجملة الوحيدة التي نطق بها الشاب ماهر بعد اخراجه من المكان الذي اُحتجز فيه على مدار 25 عاما في بلدة السموع جنوب الخليل، وذلك في جولة اصطحبه فيها رئيس جمعية الاحسان الخيرية في الخليل وبعض افراد الأمن الوطني في بلدته السموع والخليل المدينة.

وفي لقاء خاص مع رئيس جمعية الاحسان الخيرية د.سميح دويك مع شبكة "الحرية" الاعلامية، قال أن الشاب ماهر بصحة جيدة والان يخضع للعلاج في مشفى للأمراض العقلية حيث تم نقله أول امس.

وأضاف الدويك، انه وبعد حديثه مع اذاعتنا بوم الخميس الماضي ومعرفته أن الشاب ماهر قد أعيد الى مكان ايجاده، اطلق مبادرة ومساعدة لهذا الشاب، وبالفعل توجه الدويك وبرفقته رئيس بلدية السموع وممثلين عن الشؤون الاجتماعية وعدد من أفراد الأمن الوطني الى منزل ماهر، حيث رأوا وضع لا يمكن تخيله، ومكان لا يصلح للمعيشة، و شاهدوا الحالة عن كثب، وأخرجوا الشاب من المكان الذي يعيش وعملوا على تهيئته وتجهيزه بالشكل المطلوب حتى يصطحبوه الى مشفى الامراض العقلية في بيت لحم.

وقال الدويك، انه وبمساعدة أفراد الأمن الوطني استطعنا ان نحمم كمال ونلبسه من افضل الملابس وتدفئته وتجهيزه بشكل كامل، وقبل مغادرتنا الى بيت لحم قمنا بأخذه بجولة قب البلدة والمدينة، حيث لم ينطق الا بجملة واحدة أثناء اصطحابهم له، حيث قال " يي هاي البلد متغيرة".

وأكد الدويك انه تم تحويل ماهر لمشفى بيت لحم للأمراض العقلية حيث يتلقى العلاج اللازم، و وضعه جيد ، وبدورها جمعية الأحسان ستبقى بمتابعة دائمة مع المشفى بخصوصه.

وأضاف الدويك، انه أثناء زيارتهم للمكان، وجدوا شقيقة له تعاني من مشاكل صحية ايضا، وتم تحويلها لجمعية الاحسان الخيرية لتقييم وضعها الصحي وما تحتاجه من علاج لنتمكن من متابعتها واعطائها العلاج اللازم.

كما يتواجد في المنزل، شقيق ثالث متزوج ويعاني من مشاكل صحية، الا انه يتلقى العلاج و وضعه جيد، ولكن يعاني من وضع معيشي سيؤ للغاية، حيث يفتقد منزلهم من كل مقومات الحياة.

وتعهدت الجمعية بتقديم المساعدة لهم وتجهيز منزلهم بتهيأته الجيدة للسكن وتعفيشه، و وجوه الخير بالمدينة ايضا قدمت المساعدة بتكفلها بالأجهزة الكهربائية، اما البلدية والشؤون الاجتماعية تعهدتا بتقديم المساعدة لهم بما يستطيعون وزيارتهم بشكل دوري.

يذكر ان الشاب ماهر وجد منذ أيام بمكان أشبه بحظيرة، تم احتجازه فيه منذ 25 عاما لوجود مشاكل صحية معه ، ويبلغ من العمر 45 عاما، والداه متوفيان، ولديه عدد من الأخوة يعانين من ذات المشكلة ولكن بدرجات متفاوتة.

وكانت جمعية الاحسان حاولت ان تأوي الشاب ماهر بعد اكتشاف قصته، الا ان وضعه الصحي لا يقع ضمن الفئات التي تقدم الجمعية لهم العلاج او المساعدة، لذلك بادر رئيس الجمعية بايصال الحالة لمشفى بيت لحم للأمراض العقلية لتلقي العلاج اللازم.

 ....... منبر الحرية