مطبق الخليل "الفلاحي" و"المدني" يتألق كلما ازداد الطقس برودة

سوا - نت - المطَبّق" ذو الشكل الحلزوني تعده العائلات الخليلية وتُكثر من تناوله في فصل الشتاء لعله يساعدها على التغلب على بعض من برد الخليل القارص.

مطَبّق المدينة يختلف عن مطَبّق قرى الخليل في الشكل والحشوة كما يقول محمد الخطيب من دورا جنوب محافظة الخليل: "في المدينة يُحشى المطبق بالجوز ويُضاف إليه الكثير من شراب السكر (القَطْر)، بينما (المطبق الفلاحي) لا يُحشى بأي شيء ويكون قَطْره أقل ويُوضع عليه سكر. أما شكل المطبق، ففي الخليل دائري، بينما يكون (الفلاحي) كرغيف الخبز من رقائق مطبقة فوق بعضها. ويُكثر الفلاحون من استخدام الزيت في المطبق".

ألماظه عبد المجيد، خمسينية من مدينة الخليل تجيد صنع المطبق الحلزوني وتشرح طريقة صنعه: "نضع زيت الزيتون والسمن النباتي وزيت الذرة وكركرم (دقة) على الطحين ونضع عليه زيت الزيتون وسمنة نباتية وزيت ذرة، ونعجن الخليط عدة دقائق حتى تتشرب جميع حبيباته بالزيت، بعدها نضيف الماء وتبدأ عملية العجين التقليدية حتى نحصل على عجينة متوسطة الليونة، ثم تترك العجينة لترتاح قليلاً، وبعدها نبدأ بصنع كرات صغيرة نضع عليها النشاء، ثم نرق العجين حتى نحصل على رقائق مستطيلة جاهزة للحشو".
حشو المطبق يكون حسب الرغبة والقدرة المادية، فهناك من يحشوه بالسمسم وآخرون بالجوز أو أي نوع من المكسرات، ثم يُطبق بشكل حلزوني، وبعد خبزه يُسكب عليه القَطْر البارد مباشرة، ويُقدم  ساخنا أو باردا للأكل حسب الرغبة"

محمد الخطيب يحبّ المطبق "المدني" و"الفلاحي"، لكن المطبق الفلاحي الذي عهد أمه وجدته تعدانه ترجح كفته على المطبق الذي يصنع في الخليل: "أنا أفضل الفلاحي، وأحب أكله في قطاف الزيتون خاصة أنه يحتوي على كميات كبيرة من زيت الزيتون".

خديجة الجولاني من الخليل تقول إنها تفضل أكل المطبق في فصل الشتاء، خاصة أيام الثلج والمطر الشديد لأن فيه (قطر): "القطر فيه طاقة كبيرة تشعرنا بالدفء، كما أن عمله يحلو في فصل الشتاء لأنه يحتاج لمساعدة، وهذا يتوفر لأن العائلة تتجمع في أجواء الشتاء، ويكون صنع المطبق فرصة لتبادل أطراف الحديث بشكل جميل".

مع دخول "المربعانية" واقتراب المنخفضات الجوية التي يتنبأ بها راصدو الطقس، يبدو أن روائح المُطبق ستفوح أكثر من بيوت ومخابر مدينة الخليل وقراها.