"نكهة دم" بين رقصة Ø§Ù„ÙØ§Ù„س وأزقة المخيم
سوا-نت- نصنع من الموت ØÙŠØ§Ø©Ø› ليست عبارة تقال لمجرد الاستعراض ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© الÙلسطينية، وليست لملء ÙØ±Ø§ØºØ§Øª وسطور عارية من المعنى، بل هي تأكيد على أن الÙلسطيني يواجه الموت ÙÙŠ كل Ù…ØØ·Ø§Øª ØÙŠØ§ØªÙ‡ØŒ ويطارده ÙÙŠ كلّ ظروÙÙ‡ وأوقاته، ØØªÙ‰ ساعة الØÙ„Ù… يكون له نصيب ÙˆØ§ÙØ±ØŒ والÙلسطينية العشرينية رغد خميس تثبت مجدداً أن الموت منبت ØÙŠØ§Ø©ØŒ إن لم يكن لها ولمن يعاصرها، Ùهو للأجيال اللاØÙ‚Ø© التي لا بد أنها Ø³ØªØ¨ØØ« عما سيغذي ذاكرتها بالتاريخ وتناقضاته.
"نكهة دم" اصدار روائي جديد يضا٠لمخزون الأدب الÙلسطيني، وهو الاصدار الأول الذي ولد على يدي كاتبته الشابة رغد رياض خميس "21عاما"ØŒ طالبة أدب لغة انجليزية ÙØ±Ø¹ ترجمة، سكان مدينة الخليل، لاجئة من قرية "عراق المنشية" المهجرة، التي تبعد عن غزة ØÙˆØ§Ù„ÙŠ 32 كيلو متراً.
"كنت أرى Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¯ÙˆÙ…Ø§ مهندسة معمارية وأديبة ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت... علّني Ø£Ø¶ÙŠÙ Ù…Ø³ØØ© من الجمال وسط هذا الخراب والدمار، علّني أهندس قصراً وسط الأنقاض لأكسر روتين Ø§Ù„ØØ·Ø§Ù…! علّني أبني بيتا أنيقاً خارج لعنة المخيم" كتبت رغد.
عندما تراكمت الأوجاع والآلام ÙÙŠ ذاكرة الشابة رغد خميس خاصة ÙÙŠ ظل تصاعد وتيرة Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ÙÙŠ Ùلسطين، ومسلسل القتل الذي يخضع له المواطن الأعزل، رغد لم تكن بمعزل عن الصورة، بل كانت تعيش هذا الألم Ù„ØØ¸Ø© Ø¨Ù„ØØ¸Ø©ØŒ ولما اشتد مخاض ذاكرتها، وأخذ الوجع مأخذه من روØÙ‡Ø§ØŒ سال دم ابداعها لتلد ذاكرتها رواية "نكهة دم"ØŒ التي تØÙ…Ù„ التناقضات الÙلسطينية.
وجسدت الكاتبة رغد Ø§ØØ¯Ù‰ Ù…ØØ·Ø§Øª روايتها "لم أشارك يوماً بالمظاهرات ولم أشتبك مع قوات Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال، لكني ÙØ¹Ù„ت يومها، أمسكت أول ØØ¬Ø± صادÙني، وبدأت برشق Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© تماما كشباب المخيم.... اقتربت كثيرا من جنود Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال، ووسط قنابل الصوت والمسيلة للدموع انتشلني مجد، ØÙ…لني وركض".
Ø§Ù„ØØ¨Ù‘ لا يكترث Ø¨Ø§Ù„Ø¸Ø±ÙˆÙØŒ تراه ÙÙŠ السلم ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ وتراه بينهما كذلك، والرواية تجسد بعض ÙØµÙˆÙ„Ù‡. تقول رغد:"ØØ§ÙˆÙ„ت من خلال رواية نكهة دم عكس الواقع الÙلسطيني بكل أوجاعه ونكساته وبعض Ù…ØØ·Ø§Øª ÙØ±ØÙ‡ من خلال شخصيتين أساسيتين هما ذكرى ومجد، تنشأ بينهما قصة ØØ¨ØŒ ÙŠØÙˆÙ„ Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال والمرض بينهما".
ÙÙŠ مطلع روايتها تساءلت الكاتبة "لما أنا بالذات ØÙرÙمت٠من رقصة Ø§Ù„ÙØ§Ù„س مع أميري الأول؟".
رغد استلهمت Ùكرة الرواية من واقع الشعب الÙلسطيني والتي هي جزء أصيلا منه. تقول :" كل يوم أسمع Ù†ØÙŠØ¨ الأمهات، كل يوم أرى سقوط شهيد، أرى المضايقات التي يتعرض لها المواطن على الØÙˆØ§Ø¬Ø²ØŒ وهذا ما Ø¯ÙØ¹Ù†ÙŠ Ù„Ù„ÙƒØªØ§Ø¨Ø©". وتبين أن القراءة المستمرة التي تنتهجها ساهمت بشكل كبير ÙÙŠ تنمية مهارة الكتابة لديها.
الوجع على مراØÙ„ØŒ وكذلك رواية "نكهة دم"ØŒ ØªØØªÙ…Ù„ عدة مراØÙ„ وتتوزع على عدة Ù…ØØ§ÙˆØ±. قالت رغد:" تناولت ÙÙŠ المØÙˆØ± الأول الوجع الÙلسطيني، وهذا مستنبط من الواقع. ثم Ù…ØÙˆØ± التمييز العنصري _لاجئ، مدني، قروي_ وتجسد ذلك بأن ذكرى ابنة مخيم، ومجد ÙŠØÙ…Ù„ هوية مقدسية، وعندما أرادا الارتباط اعترضت أم مجد، وهنا أظهرت٠الطبقية ÙÙŠ المجتمع الÙلسطيني".
لم تكتÙÙŠ رغد بالتطرق لهذه Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆØ±ØŒ ÙØ§Ù„Ùلسطيني لا يعاني Ùقط من Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال ÙˆÙ…Ø®Ù„ÙØ§Øª الانتداب البريطاني، والسياسات القائمة، Ùهو يعاني أيضا كغيره من بني الانسان من أمراض تنتشر هنا وهناك. تقول رغد" تناولت أيضا Ù…ØÙˆØ± ألم ووجع مريضة السرطان ذكرى التي Ùقدت شعرها وثديها نتيجة المرض، وهنا ØØ§ÙˆÙ„ت نقل وعكس الوجع الذي تعانيه المريضة، المرض الجسدي ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØŒ الى جانب ما تعانيه من Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال".
تلك التناقضات الانسانية التي ØªÙ„ÙˆØ ÙÙŠ خاطر المريض كتبتها رغد "هي تجربتي الأولى، وأول خطوة ÙÙŠ عالم الكيماوي، هذا العالم Ø§Ù„ÙØªØ§Ùƒ الذي ÙŠÙØªÙƒ بك قبل كل شيء، جرعات تكسر ما تبقى لك من ØÙŠØ§Ø© وتتركك جثة هامدة تنبض بكل وهن ووجع، لطالما سألت Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ù…Ø§ أنا يا الله؟ لما اخترتني لأكون شاهدة على انهيار جمالي؟ لما لم تعطني ÙØ±ØµØ© كي أتمتع بأنوثتي الكاملة؟.. هذه الأÙكار التي كانت تجتاØÙ†ÙŠ Ø±ØºÙ… قوة ايماني".
عنونت رغد روايتها بـ "نكهة دم" وهذا العنوان لقي اعتراضاً من كثير، إلا أن الكاتبة آثرت أن يبقى لأنها تعتقد أن الواقع العني٠الذي تعيشه هو ÙˆØÙŠ Ù‡Ø°Ø§ الاسم.
"أنا Ùلسطينية مشبعة بالألم ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø±Ø Ø§Ù„Ùلسطيني، ØØ§ÙˆÙ„ت خدمة القضية ولو بشيء بسيط من خلال القلم، وروايتي متواضعة خاصة أنها البداية. والعنوان Ùيه نوع من السخرية، ÙˆÙيه نوع من التناقض؛ Ùكي٠يكون للدم نكهة، لكن على ما يبدو الدم الÙلسطيني له نكهة مميزة، لأن معظم شعوب العالم تلذذت بذبØÙ†Ø§ وقتلنا منذ ÙØ¬Ø± التاريخ" قالت رغد.
تميل رغد لقراءة الكتب على اختلاÙها، وتتعمق ÙÙŠ الروايات، غير أن الكاتبة المصرية رضوى عاشور هي أكثر من ÙØ±Ø¶ ØØ¨Ù‡ وأثره على رغد الى جانب زوج عاشور مريد البرغوثي".
تختم رغد "إن كان قلمي يستØÙ‚ ولدي Ù†ÙØ³ روائي أتمنى أن أبقى ÙÙŠ هذا المجال، وإن لم أكن أمتلك هذه الموهبة ÙØ£Ù†Ø§ أنتظر من القراء أن يقولوا لا تكملي ÙÙŠ هذا المجال ØØªÙ‰ لا أجرم بØÙ‚ الأدب".
"أخذت٠صورة أخيرة للمخيم.... أترك أماني وأبي ومجد ÙˆØÙŠØ¯ÙŠÙ† على جدار ØºØ±ÙØªÙŠØŒ وأذهب ÙÙŠ اللاشيء، ها أنا أتقدم بلا أي ذكرى... لا أملك شيئا سوى الذكرى التي ØªØ¯ÙØ¹Ù†ÙŠ Ø¨Ù„Ø§ تردد Ù†ØÙˆ ما أريد. لأكون ذكرى للشهادة، لأكون ÙØ¹Ù„ا ذكرى نضال مع الوطن والمرض ذكرى نضال ØŒ هذه أنا .." ختمت رغد روايتها.